• قال ابن عطية: والذي أسروه كفرهم، والذي أعلنوه قولهم آمنا، هذا في سائر اليهود، والذي أسره الأحبار صفة محمد -صلى الله عليه وسلم- والمعرفة به، والذي أعلنوه الجحد به، ولفظ الآية يعم الجميع.
قال أبو العالية: يعني ما أسروا من كفرهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وتكذيبهم به وهم يجدونه مكتوباً عندهم.
وقال الحسن: كان ما أسروا أنهم كانوا إذا تولوا عن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وخلا بعضهم إلى بعض تناهوا أن يخبر أحد منهم أصحاب محمد بما فتح الله عليهم بما في كتابهم خشية أن يحاجهم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- بما في كتابهم عند ربهم (وما يعلنون) أي: حين قالوا لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- آمنا.
[الفوائد]
١ - تأييس النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من إيمان هؤلاء المعاندين المنحرفين.
٢ - إثبات كلام الله، وأن الله يتكلم.
٣ - ذم تحريف الكلم عن مواضعه.
٤ - أن تحريف الشيء بعد فهمه من نقصان العقل وأشد إثماً من تحريفه إذا لم يفهمه.
٥ - أن نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت معروفة عند اليهود وكتموها.
٦ - أن أهل الكتاب يؤمنون بالبعث ولقاء الله.
٧ - إثبات عموم علم الله لكل شيء.
٨ - وجوب الحذر من معصية الله، لأن الله يعلم كل شيء حتى ما في الصدور.