(وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) أي: ولما أتاهم رسول، مرسل من عند الله وهو محمد.
• وقوله تعالى (وَلَمَّا جَاءَهُمْ) الضمير يعود إلى اليهود وأحبارهم، لأن الآيات في الكلام عنهم.
• هذه الآية كسابقتها، فيها التوبيخ لهؤلاء القوم الذين عرفوا الحق لكن فريقاً منهم نبذه وكأنهم لا يعلمون.
• قوله تعالى (رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) هو محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي أخذ الله الميثاق على الرسل لئن بعث وهم أحياء ليؤمنن به، وهم أيضاً أخذوا الميثاق على أقوامهم بذلك.
• قوله تعالى (رَسُولٌ) نكّر رسول للتعظيم، فهو أفضل الرسل، وسيد ولد آدم كما قال -صلى الله عليه وسلم- (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)، وفي حديث أبي سعيد قال -صلى الله عليه وسلم- (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر).
(مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ)(ما) موصولة، أي: مصدق للذي معهم من التوراة والإنجيل.
• وتصديق من وجهين:
الأول: أنه كان معترفاً بنبوة موسى وبصحة التوراة.
الثاني: أنه مصدقاً لما معهم من حيث إن التوراة بشرت بمقدم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإذا أتى محمد كان مجرد مجيئه مصدقاً للتوراة، فهو مصدق لما جاء فيها من البشارة به -صلى الله عليه وسلم-.
(نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ) أي: طرح وترك فريق من الذين أنزل عليهم وهم اليهود والنصارى كتاب الله (وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ) أي خلف ظهورهم، وهو مثل يُضرب لمن يستخف بالشيء فلا يعمل به، تقول العرب: اجعل هذا خلف ظهرك، ودبر أذنك، وتحت قدمك، أي اتركه وأعرض عنه.