وقوله تعالى (سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ).
• والله منزه عن الولد لأمور متعددة:
أولاً: لأنه مالك كل شيء، والمالك لا بد أن يكون المملوك مبايناً له في كل الأحوال.
ثانياً: أنه ليس له زوجة، والابن إنما يكون غالباً ممن له زوجة كما ذكر الله ذلك في سورة الأنعام (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ).
ثالثاً: أن الولد إنما يكون لمن يحتاج للبقاء، أي: بقاء النوع باستمرار النسل، والرب عز وجل ليس بحاجة إلى ذلك، لأنه الحي الذي لا يموت.
رابعاً: أن الابن إنما يحتاج إليه والده ليساعده ويعينه على شؤونه وأموره، والله سبحانه وتعالى غني، وقد أشار إلى ذلك بقوله (سبحانه هو الغني). … [قاله الشيخ ابن عثيمين].
(لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ) أي: الجميع ملكه وخلقه، وجميع ما فيها عبيده، وهم تحت تدبيره وتصريفه، وهو وكيل على كل شيء، فكيف يكون له منهم صاحبة أو ولد؟
(وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) أي: كافياً في تدبير مخلوقاته وحفظها، فلا حاجة إلى صاحبة ولا ولد ولا معين.
وقيل: معناه كفيلاً لأوليائه.
وقيل: المعنى يكل الخلق إليه أمورهم، فهو الغني عنهم، وهم الفقراء إليه.
[الفوائد]
١ - تحريم الغلو في الدين.
٢ - يجب أن ننزل كل إنسان منزلته، فعيسى عبد الله ورسوله.
٣ - إثبات رسالة عيسى.
٤ - تحريم القول على الله بغير الحق.
٥ - إثبات أن عيسى من أم بلا أب.
٦ - أن عيسى من جملة الأرواح التي خلقها الله.
٧ - وجوب الإيمان بالله.
٨ - وجوب الإيمان بجميع الرسل.
٩ - تحريم التثليث.
١٠ - وجوب توجيد الله بالألوهية.
١١ - تنزيه الله أن يكون له ولد.
١٢ - وجوب تنزيه الله عن كل نقص وعيب.
١٣ - كمال الله وعزه واستغنائه.