(وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا) قلبك ولسانك في جميع أوقاتك، أمره بذكره، لأن بالذكر تطمئن القلوب، وترتاح النفوس، ويستنير القلب، وشكراً لله تعالى.
وقد أمر الله بذكره كثيراً:
قال تعالى (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً).
وقال تعالى (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
وقال تعالى (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا).
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
(وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) العشي: آخر النهار، والإبكار أول النهار.
وهذا الوقتان قد أمر الله بذكره فيهما:
فقال تعالى (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا).
وقال تعالى (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ).
وقال تعالى (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ).
وتسبيح الله يكون عن أمور ثلاثة:
عن صفة العيب، وعن نقص في كمال، وعن مماثلة المخلوقين.
فالنقص كقوله تعالى (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ).
وعن نقص في كمال مثل قوله تعالى (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا).
ومماثلة المخلوقين مثل قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
[الفوائد]
١ - أن جميع الخلق مفتقرون إلى الله حتى الأنبياء.
٢ - أن زكريا بلغ سناً بعيداً دون أن يأتيه ولد.
٣ - أنه ينبغي للإنسان إذا سأل ذرية أن يسأل ذرية طيبة.
٤ - التوسل إلى الله بأسمائه المناسبة للحاجة.
٥ - أن الله يسمع الدعاء ويجيب.
٦ - إثبات الملائكة.
٧ - مشروعية تبشير الإنسان بما يسره.