وانظر إلى جميل الاعتذار الذي اعتذرت به هاتان المرأتان وهما تجيبان موسى إذ سألهما (قالَ مَا خَطْبُكُمَا)(قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) فذكرتا عذرهما في الخروج وأوضحتا السبب الذي كان من أجله هذا الخروج.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (لا تمنعوا نساءكم مساجدكم، وبيوتهن خير لهن) رواه أبوداود.
(أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) أي: أو يجعل الله لهن حكماً شرعياً آخر يكون طريقاً ومخرجاً من هذا الإمساك، وقد جعل الله سبيلاً ومخرجاً بما شرعه من جلد غير المحصن وتغريبه، ورجم المحصن.
قال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ).
وعن عبادة بن الصامت. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- (خذوا عني خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلاً: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم) رواه مسلم.
[الفوائد]
١ - حرص الإسلام على حفظ الأعراض.
٢ - أن الزنا من أعظم الذنوب.
٣ - لابد من بيّنة الزنا من شهادة أربعة رجال كما قال تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَة … ).
٤ - لابد أن يكون الشهود على الزنا من المسلمين وأن يكونوا عدولاً.
٥ - حبس الزانية حتى تتوب عقوبة لها، ومنعاً لأسباب الفتنة، وكان هذا حكم الزانية في أول الإسلام
٦ - الإشارة إلى أن بيوت النساء خير لهن وأسلم وفي الحديث (وبيوتهن خير لهن).