o قواعد عامة في الحساب:
أولاً: العدل التام في الحساب.
قال تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة).
وقال تعالى (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً).
فتيلاً: هو الخيط الذي يكون في شق النواة. … نقيراً: النقير النقرة الصغيرة التي تكون في ظهر النواة.
ثانياً: لا يؤاخذ أحد بجريرة أحد.
قال تعالى (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
وقال تعالى (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
أي لتؤخذ نفس بذنب غيرها، بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقِبة بإثمها.
ثالثاً: الله سريع الحساب.
o < رمز>البهائم لا حساب عليها حساب حسنات وسيئات وإنما يجري بينها القصاص.
عن أبي هريرة. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (لتؤدن الحقوقَ إلى أهلها حتى يقادَ للشاةِ الجَلْحَاء من الشاة القرناء) متفق عليه. … الجلحاء: بفتح الجيم وسكون اللام وهي التي لا قرن لها.
الحكمة: ليظهر عدل الله حتى في البهائم.
(فَإِنْ حَاجُّوكَ) أي: جادلوك.
(فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) أي انقدت لله وحده بقلبي ولساني وجميع جوارحي، وإنما خص الوجه لأنه أكرم الجوارح من الإنسان وفيه بهاؤه، فإذا خضع وجهه للشيء خضع له جميع جوارحه، وقال الفراء: معناه أخلصت عملي لله.
• قال الطبري: يعني بذلك جل ثناؤه: فإن حاجَّك: يا محمد، النفرُ من نصارى أهل نجران في أمر عيسى صلوات الله عليه، فخاصموك فيه بالباطل، فقل: انقدت لله وحده بلساني وقلبي وجميع جوارحي. وإنما خَصّ جل ذكره بأمره بأن يقول: "أسلمت وجهي لله"، لأن الوجه أكرمُ جوارح ابن آدم عليه، وفيه بهاؤه وتعظيمه، فإذا خضع وجهه لشيء، فقد خضع له الذي هو دونه في الكرامة عليه من جوارح بدنه.
• قال الماوردي: فإن قيل: في أمره تعالى عند حِجَاجِهمْ بأن يقول: (أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) عدول عن جوابهم وتسليم لحِجَاجِهم، فعنه جوابان:
أحدهما: ليس يقتضي أمره بهذا القول النهي عن جوابهم والتسليم بحِجَاجِهم، وإنما أمره أن يخبرهم بما يقتضيه معتقده، ثم هو في الجواب لهم والاحْتِجَاج على ما يقتضيه السؤال.
والثاني: أنهم ما حاجُّوه طلباً للحق فيلزمه جوابهم، وإنما حاجُّوه إظهاراً للعناد، فجاز له الإِعراض عنهم بما أمره أن يقول لهم.
(وَمَنِ اتَّبَعَنِ) أي: ومن اتبعه كذلك، قد وافقوه على هذا الإذعان الخالص.
(وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ) أمر من الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم.