• قال الفخر: إنما وصف مشركي العرب بأنهم أميون لوجهين:
الأول: أنهم لما لم يدعوا الكتاب الإلهي وصفوا بأنهم أُميون تشبيهاً بمن لا يقرأ ولا يكتب
والثاني: أن يكون المراد أنهم ليسوا من أهل القراءة والكتابة فهذه كانت صفة عامتهم وإن كان فيهم من يكتب فنادر من بينهم والله أعلم.
(أَأَسْلَمْتُمْ) قال البغوي: (أَأَسْلَمْتُمْ) لفظه استفهام ومعناه أمر، أي أسلموا كما قال (فهل أنتم منتهون) أي انتهوا.
• وقال القرطبي:(أَأَسْلَمْتُمْ) استفهام معناه التقرير وفي ضمنه الأمر، أي أسلموا؛ كذا قال الطبري وغيره.
• وقال الزجاج:(أَأَسلمتم) تهديد، وهذا حسن، لأن المعنى أَأَسلمتم أم لا.
(فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا) وذلك لأن هذا الإسلام تمسك بما هدي إليه، والمتمسك بهداية الله تعالى يكون مهتدياً، ويحتمل أن يريد: فقد اهتدوا للفوز والنجاة في الآخرة إن ثبتوا عليه.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا) عن الإسلام واتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-.
(فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ) أي: والله عليه حسابهم، وإليه مرجعهم ومآبهم، وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وله الحكمة في ذلك، والحجة البالغة.
قال الرازي: والغرض منه تسلية الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتعريفه أن الذي عليه ليس إلا إبلاغ الأدلة وإظهار الحجة فإذا بلغ ما جاء به فقد أدى ما عليه، وليس عليه قبولهم.