(وَالصَّالِحِينَ) جمع صالح، وهو الذي أدى حق الله وحق الناس.
• قال ابن الجوزي: وأما الصالحون فهم اسم لكل من صلحت سريرته وعلانيته.
• قال ابن تيمية: وهذه الأربعة هي مراتب العباد: أفضلهم الأنبياء، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون.
(وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) أي: ونعمت رفقة هؤلاء وصحبتهم، وحسن رفيق أولئك الأبرار، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- في شكواه التي قبض فيها يقول (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) فعلمت أنه خير.
(ذَلِكَ الْفَضْلُ) الذي نالوه.
(مِنَ اللَّهِ) لا من غيره، فهو الذي وفقهم لذلك، وأعانهم عليه، وأعطاهم من الثواب ما لا تبلغه أعمالهم.
• قال القرطبي: قوله تعالى (ذلك الفضل مِنَ الله) أخبر تعالى أنهم لم ينالوا الدرجة بطاعتهم بل نالوها بفضل الله تعالى وكرمه.
• سؤال: فإن قال قائل: أو ليس بالطاعة وصلوا إلى ما وصلوا إليه من فضله؟
قيل له: إنهم لم يطيعوه في الدنيا إلا بفضله الذي تفضل به عليهم، فهداهم به لطاعته، فكل ذلك فضل منه تعالى ذكره. (تفسير الطبري)
كما قال -صلى الله عليه وسلم- (قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بعَمَلِهِ)) قالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: ((وَلَا أنا إلاَّ أنْ يَتَغَمَّدَني الله برَحمَةٍ مِنهُ وَفَضْل) متفق عليه.
وزكريا لما دخل على مريم ( … وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ. فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ).
(وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً) يعلم أحوال عباده، ومَنْ يستحق منهم الثواب الجزيل، بما قام به من الأعمال الصالحة، التي تواطأ عليها القلب والجوارح. [تفسير السعدي].
[الفوائد]
١ - الحث على طاعة الله ورسوله.
٢ - أن طاعة الرسول من طاعة الله.
٣ - أن النبي أفضل من الصديق، والصديق أفضل من الشهيد، والشهيد أفضل من الصالح.
٤ - الثناء على هؤلاء الأصناف الأربعة.
٥ - بيان نعمة الله على هؤلاء الأصناف.
٦ - أن ما يحصل للإنسان من فضل فهو من الله.
٧ - بيان سعة علم الله تعالى.
(الأحد: ٧/ ٤/ ١٤٣٤ هـ).