• قال السعدي: الآخرة اسم لما يكون بعد الموت، وخصه بالذكر بعد العموم، لأن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل، واليقين: هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك، والموجب للعمل
• وقال ابن عاشور: والآخرة في اصطلاح القرآن هي الحياة الآخرة.
• الآخرة أي اليوم الآخر، وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده، ويتضمن البعث، والثواب، والعقاب، والجنة، والنار وغير ذلك مما يكون يوم القيامة.
• قال ابن عاشور: فالتعبير عن إيمانهم بالآخرة بمادة الإيقان لأن هاته المادة، تشعر بأنه علم حاصل عن تأمل وغوص الفكر في طريق الاستدلال لأن الآخرة لما كانت حياة غائبة عن المشاهدة غريبة بحسب المتعارف وقد كثرت الشبه التي جرت المشركين والدهريين على نفيها وإحالتها، كان الإيمان بها جديراً بمادة الإيقان بناء على أنه أخص من الإيمان، فلإيثَار (يوقنون) هنا خصوصية مناسبة لبلاغة القرآن، والذين جعلوا الإيقان والإيمان مترادفين جعلوا ذكر الإيقان هنا لمجرد التفنن تجنباً لإعادة لفظ (يؤمنون) بعد قوله (والذين يؤمنون بما أنزل إليك).
• للإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة:
منها: الرغبة في فعل الطاعات والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم.
ومنها: الرهبة من فعل المعصية والرضى بها خوفاً من عقاب ذلك اليوم.
ومنها: تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
• قيل: ثمرة اليقين بالآخرة الاستعداد لها، فقد قيل عشرة من المغرورين: من أيقن أن الله خالقه ولا يعبده، ومن أيقن أن الله رازقه ولا يطمئن به، ومن أيقن أن الدنيا زائلة ويعتمد عليها، ومن أيقن أن الورثة أعداؤه ويجمع لهم، ومن أيقن أن الموت آت فلا يستعد له، ومن أيقن أن القبر منزله فلا يعمره، ومن أيقن أن الديان يحاسبه فلا يصحح حجته، ومن أيقن أن الصراط ممره فلا يخفف ثقله، ومن أيقن أن النار دار الفجار فلا يهرب منها، ومن أيقن أن الجنة دار الأبرار فلا يعمل لها.
• قال ذو النون المصري: اليقين داع إلى قصر الأمل، وقصر الأمل يدعو إلى الزهد، والزهد يورث الحكمة، والحكمة تورث النظر في العواقب.