للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنه تعالى، يقدر عليهم هذه الأمور، لما يريده بهم من الخير ليعلي درجاتهم، ويكفر من سيئاتهم، وليزداد بذلك إيمانهم، ويتم به إيقانهم، فإنه إذا أخبرهم بذلك ووقع كما أخبر (قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً).

ومنها: أنه أخبرهم بذلك لتتوطن نفوسهم على وقوع ذلك، والصبر عليه إذا وقع، لأنهم قد استعدوا لوقوعه، فيهون عليهم حمله، وتخف عليهم مؤنته، ويلجأون إلى الصبر والتقوى.

(وَإِنْ تَصْبِرُوا) على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم، من الابتلاء والامتحان، وعلى أذية الظالمين.

(وَتَتَّقُوا) الله في ذلك الصبر، بأن تنووا به وجه الله، والتقرب إليه، ولم تتعدوا في صبركم.

(فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي: من الأمور التي يعزم عليها، وينافس فيها، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم والهمم العالية كما قال تعالى (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين كما قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ).

[الفوائد]

١ - سنة الله في ابتلاء أوليائه.

٢ - عداوة الكفار الدائمة للمؤمنين.

٣ - الصبر والتقوى سبب للانتصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>