وقيل: إن آية (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) منسوخة بآيات القتال، لكنه قول ضعيف.
قال القرطبي: وروي هذا عن ابن مسعود وكثير من المفسرين.
• قال ابن كثير: فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: أسلم، قال: إني أجدني كارها، قال: وإن كنت كارهاً، فإنه ثلاثي صحيح، ولكن ليس من هذا القبيل فإنه لم يكرهه النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام بل دعاه إليه فأخبر أن نفسه ليست قابلة له بل هي كارهة فقال له: أسلم وإن كنت كارهًا، فإن الله سيرزقك حسن النية والإخلاص.
(قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) أي: تميز الحق من الباطل، والإيمان من الكفر، والهدى من الضلالة بكثرة الحجج والآيات الدالة قال البيضاوي: قوله تعالى (قَد تَّبَيَّنَ الرشد مِنَ الغي) تميز الإِيمان من الكفر بالآيات الواضحة، ودلت الدلائل على أن الإِيمان رشد يوصل إلى السعادة الأبدية والكفر غي يؤدي إلى الشقاوة السرمدية، والعاقل متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى الإِيمان طلباً للفوز بالسعادة والنجاة، ولم يحتج إلى الإِكراه والإِلجاء.
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) أي: من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون الله.
• قال الماوردي: قوله تعالى (فَمَن يَكْفُرُ بِالطَّاغُوتِ) فيه سبعة أقوال:
أحدها: أنه الشيطان وهو قول عمر بن الخطاب.
والثاني: أنه الساحر، وهو قول أبي العالية.
والثالث: الكاهن، وهو قول سعيد بن جبير.
والرابع: الأصنام.
والخامس: مَرَدَة الإنس والجن.
والسادس: أنه كل ذي طغيان طغى على الله، فيعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، أو بطاعة له، سواء كان المعبود