للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ) أي: وحد الله فعبده وحده، وشهد أن لا إله إلا الله.

• وفي هذا أن التوحيد لابد فيه من الكفر بالطاغوت وهذا معنى: لا إله إلا الله.

كما قال تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ).

ففي هذه الآية معنى: لا إله إلا الله (إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ. إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) لأن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) تنطوي على نفي وإثبات، فعبر عن المنفي فيها بقوله (إنني براء مما تعبدون) وعبّر عن المثبت فيها بقوله (إلا الذي فطرني) ففيه تفسير التوحيد بإثبات العبادة لله وحده ونفيها عما سواه.

وقال تعالى (اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) هذه الآية هي معنى (لا إله إلا الله) لأن التوحيد نفي وإثبات، النفي في قوله (واجتنبوا الطاغوت) والإثبات في قوله (اعبدوا الله)، ففيه إثبات العبادة لله وحده وبنفي عبادة ما سواه.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل).

فلم يكتفِ باللفظ المجرد عن المعنى في قول: لا إله إلا الله، بل لابد من قولها مع اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها وفي ضمن ذلك: الكفر بما سوى الله من المعبودات، وهذه هي حقيقة التوحيد.

• هذا الحديث من أعظم ما يبين لا إله إلا الله، وأنه الكفر بكل ما يعبد من دون الله.

• أن مجرد التلفظ بلا إله إلا الله مع عدم الكفر بما يعبد من دون الله لا يحرم الدم والمال ولو عرف معناها وعمل بها ما لم يضف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله.

• أن البراءة من الكفر تكون بثلاثة أشياء: بالقلب، واللسان، والجوارح.

o براءة القلب: وهو كراهة الكفر وأهله، وبغضهم وتمني زوالهم واعتقاد بطلان الكفر وتركه.

وحكمه: فرض لازم، ولا يسقط بحال من الأحوال، لأنه لا يتصور فيه الإكراه، لأن عمل القلب خفي.

o براءة اللسان: وهو التصريح باللسان على أن عبادة غير الله باطلة.

وحكمه: واجب.

لقوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ).

ولقوله تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ … ).

<<  <  ج: ص:  >  >>