(وَلْيُؤْمِنُوا بِي) الإيمان الحق، وليثقوا بوعدي.
(لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره، سبب لحصول العلم كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً). (تفسير السعدي).
• قوله تعالى (عبادي) تأمل في هذا اللفظ من الرأفة بالعباد، حيث أضافهم إلى نفسه العليّة سبحانه وبحمده، فأين الداعون؟ وأين الطارقون لأبواب فضله.
[الفوائد]
١ - الحث على الدعاء، وأنه لا يضيع تعالى لديه شيء، ولا يشغله عنه شيء.
عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين). رواه أبو داود
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من مسلم يدعو الله تعالى بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الأخرى، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر، قال: الله أكثر). رواه أحمد
٢ - أن الدعاء عبادة (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ولولا ذلك ما صح أن يقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي).
وإذا ثبت أنه عبادة فصرفه لغير الله شرك أكبر.
٣ - إن قيل: فما للداعي قد يدعو فلا يجاب؟
قال بعض العلماء: إن قوله (أجيب) إن شئت، كما قال: (فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ) فيكون هذا من باب المطلق المقيد.
وقال بعضهم: إنما مقصود هذا الإخبار تعريف جميع المؤمنين أن هذا وصف ربهم سبحانه أن يجيب دعوة الداعين في الجملة، وأنه قريب من العبد يسمع دعاءه ويعلم اضطراره.
وقال بعضهم: إن الله يجيب كل الدعاء، فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه، لما رواه أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها).