(وإنّ) فيها لمجرد الاهتمام بالخبَر لظهور أنّ مثل هذا الخبر لا يقبل الشكّ حتّى يؤكّد لأنّه إخبار عن إيجاد شيء لا عن وجوده، فهو والإنشاء سواء.
والخطاب لكلّ من يصلح لتلقّي هذا الخطاب والعمل به من كلّ مؤتمن على شيء، ومن كلّ من تولّى الحكم بين الناس في الحقوق. … (التحرير والتنوير).
(وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) هذا أمر من الله تعالى بالحكم بالعدل بين الناس، في الحكام وغيرهم.
• قال القرطبي: وهذا خطاب للولاة والأمراء والحكام، ويدخل في ذلك بالمعنى جميعُ الخلق كما ذكرنا في أداء الأمانات.
ومن الأدلة على وجوب العدل:
قوله تعالى (إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان).
وقال (وَإِذَا قُلْتُمْ فاعدلوا وَلَوْ كَانَ ذَا قربى).
وقال (ياداوود إِنَّا جعلناك خَلِيفَةً في الأرض فاحكم بَيْنَ الناس بالحق).
وعن الحسن قال: ان الله أخذ على الحكام ثلاثا: أن لا يتبعوا الهوى، وأن يخشوه ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا.
ومما يدل على وجوب العدل الآيات الواردة في مذمة الظلم:
كقوله تعالى (احشروا الذين ظَلَمُواْ وأزواجهم).
وقال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الله غافلا عَمَّا يَعْمَلُ الظالمون).
وقال تعالى (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُواْ).
• فضائل العدل:
أولاً: أن الله أمر به.
فقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ .... ).
ثانياً: أن الله يحب أهله.
قال سبحانه (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
ثالثاً: على منابر من نور.
قال -صلى الله عليه وسلم- (إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا) رواه مسلم
رابعاً: في ظل الله يوم القيامة.
قال -صلى الله عليه وسلم- (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل … ) متفق عليه.
(إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) أي: نِعم الشيء الذي يعظكم به.