للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وقال ابن عاشور: قوله تعالى (سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ) هؤلاء فريق آخر لا سَعْيَ لهم إلاّ في خُوَيْصْتِهِم، ولا يعبأون بغيرهم، فهم يظهرون المودّة للمسلمين ليأمنوا غزوهم، ويظهرون الودّ لقومهم ليأمنوا غائلتهم، وما هم بمخلصين الودّ لأحد الفريقين، ولذلك وصفوا بإرادة أن يأمنوا من المؤمنين ومن قومهم، فلا هَمّ لهم إلاّ حظوظ أنفسهم، يلتحقون بالمسلمين في قضاء لبانات لهم فيظهرون الإيمانَ، ثم يرجعون إلى قومهم فيرتدّون إلى الكفر، وهو معنى قوله (كُلَّما رُدّوا إلى الفتنة أُرْكسُوا فيها).

وقد مر بيان معنى (أركسوا) قريباً.

(فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ) أي: فإن لم يجتنبوكم.

(وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) أي: يستسلموا إليكم.

(وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ) أي: عن القتال.

(فَخُذُوهُمْ) أسراء

(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ) أي: أين لقيتموهم.

(وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) أي: جعلنا لكم على أخذهم وقتلهم حجة واضحة وبرهاناً بيّناً بسبب غدرهم وخيانتهم.

[الفوائد]

١ - علم الله بالغيب.

٢ - أنه لا يمكن الجمع بين الولاية والعداوة.

٣ - التحذير من الوقوع في الفتن.

٤ - وجوب قتال من قاتلنا.

٥ - أن المنافقين أنواع.

(السبت: ٢٥/ ٥/ ١٤٣٤ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>