الأول: أن يكون المعنى أنزله بعلمه الخاص به الذي لا يعلمه غيره سبحانه، وهو تأليفه على نظم وأسلوب يعجز عنه كل بليغ وصاحب بيان، واختاره جماعة من المفسرين.
والثاني: أن يكون المعنى أنزله وهو عالم بأنك أهل لإنزاله إليك لقيامك فيه بالحق ودعائك الناس إليه، واختاره الطبرسي.
والثالث: أن يكون المعنى أنزله بما علم من مصالح العباد مشتملاً عليه.
والرابع: أن يكون المعنى أنزله وهو عالم به رقيب عليه حافظ له من الشياطين برصد من الملائكة.
(وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ) أي: بصدق ما جاءك وأوحي إليك وأنزل عليك، مع شهادة الله لك بذلك.
• قال السعدي: وإخباره تعالى بشهادة الملائكة على ما أنزل على رسوله، لكمال إيمانهم، ولجلالة هذا المشهود عليه، فإن الأمور العظيمة، لا يستشهد عليها إلا الخواص، كما قال تعالى في الشهادة على التوحيد (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط … ).
(وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) أي: كفى الله شاهداً فشهادته تعالى تغنيك وتكفيك وإن لم يهد غيره.
• قال الخازن: يعني وحسبك يا محمد أن الله يشهد لك وكفى بالله شهيداً وإن لم يشهد معه أحد غيره ففيه تسلية للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن شهادة أهل الكتاب له فإن الله يشهد له وملائكته كذلك.