للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قال ابن الجوزي: قوله تعالى (الذين قالوا لإخوانهم) قال ابن عباس: نزلت في عبد الله بن أُبي. وفي إخوانهم قولان.

أحدهما: أنهم إخوانهم في النفاق، قاله ابن عباس.

والثاني: إخوانهم في النسب، قاله مقاتل.

فعلى الأول يكون المعنى: قالوا لإخوانهم المنافقين: لو أطاعنا الذين قتلوا مع محمد ما قتلوا، وعلى الثاني يكون المعنى: قالوا عن إخوانهم الذين استشهدوا بأحد: لو أطاعونا ما قتلوا.

• قال السعدي: قوله تعالى (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) أي: جمعوا بين التخلف عن الجهاد، وبين الاعتراض والتكذيب بقضاء الله وقدره.

(قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أي: إن كان القُعود يَسْلَم به الشخص من القتل والموت، فينبغي، أنكم لا تموتون، والموت لا بد آت إليكم ولو كنتم في بروج مشيدة، فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين.

• وقال البيضاوي: قوله تعالى (قُلْ فَادْرَءوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صادقين) أي إن كنتم صادقين إنكم تقدرون على دفع القتل عمن كتب عليه فادفعوا عن أنفسكم الموت وأسبابه، فإنه أحرى بكم، والمعنى أن القعود غير مغن عن الموت، فإن أسباب الموت كثيرة كما أن القتال يكون سبباً للهلاك والقعود سبباً للنجاة قد يكون الأمر بالعكس.

[الفوائد]

١ - تسلية المؤمن بقضاء الله وقدره.

٢ - أن الله قد يقدّر على عبده المؤمن ما يكرهه لحكم عظيمة.

٣ - إثبات النفاق في هذه الأمة.

٤ - التحذير من النفاق.

٥ - أن المنافق يحرص كل الحرص على كتم نفاقه.

٦ - التنديد بهؤلاء الذين جمعوا بين قبح الفعل وقبح القول.

٧ - تحريم الاعتراض على قدر الله.

٨ - أنه لا يمكن درء الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>