(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ) ينكر تعالى على من أراد ديناً سوى دين الله، الذي أنزل به كتبه، وأرسل له رسله، وهو عبادته وحده لا شريك له.
• قال ابن عاشور: الاستفهام للتوبيخ والتحذير، ودين الله هو الإسلام لقوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وإضافته إلى الله لتشريفه على غيره من الأديان، أو لأنّ غيره يومئذ قد نسخ بما هو دين الله.
(وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) أي: استسلم له من فيهما طوعاً وكرهاً كما قال تعالى (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي
فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله تعالى، والكافر مستسلم لله كرهاً، فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم، الذي لا يخالف ولا يمانع. (تفسير ابن كثير).
وقيل: أن المؤمن يسجد طائعاً، والكافر يسجد ظلُّه وهو كاره
وقيل: إن المؤمن أسلم طائعاً، والكافر أسلم حين رأى بأس الله، فلم ينفعه في ذلك الوقت.
وقيل: إن إسلام الكل خضوعهم لنفاذ أمره في جبلتهم، لا يقدر أحد أن يمتنع من جبّلةٍ جبله عليها، ولا على تغييرها، هذا قول الزجاج، وهو معنى قول الشعبي: انقاد كلهم له. (زاد المسير).
(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) أي: يوم المعاد، فيجازي كلاً بعمله.
[الفوائد]
١ - ذم من يبتغي غير دين الإسلام.
٢ - لا ينبغي للإنسان أن يتخذ ديناً غير دين الله وهو مربوب لله.