(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). [آل عمران: ١٨٩].
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي: خلقاً وملكاً وتدبيراً، فهو سبحانه مالك الأعيان، ومالك التصرف فيها.
• والفائدة من إيماننا بأن لله ملك السموات والأرض يفيد فوائد:
الفائدة الأولى: الرضا بقضاء الله، وأن الله لو قضى عليك مرضاً فلا تعترض، ولو قضى عليك فقراً فلا تعترض، لأنك ملكه يتصرف فيك كما يشاء ..
يدل لذلك ما أمرنا الله به أن نقول عند المصيبة (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
ويدل لذلك أيضاً ما بينّه النبي -صلى الله عليه وسلم- لابنته التي أشرف ابنها على الموت، حينما أرسلت إليه ليأتي، فأرسل يقرأ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب).
الفائدة الثانية: الرضا بشرعه وقبوله والقيام به، لأنك ملكه.
الفائدة الثالثة: أن كل ما في الكون ملك لله الأحد سبحانه وتعالى من غير شريك، فما لدينا من مال ومتاع وجاه ليس ملكاً لنا بل هو ملك لله، وإنما نحن مستخلفون فيه للابتلاء والاختبار، كما قال تعالى (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).
وقال -صلى الله عليه وسلم- (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون … ) رواه مسلم.
• فإن قال قائل: ابن آدم يملك؟ فالجواب: أن ملكنا ليس ملكاً عاماً، فملكي ليس ملك لك، وملكك ليس ملكاً لي، ثم نحن لا نملك التصرف فيها، فتصرفنا محدود حسب الشريعة، فلو أراد الإنسان أن يحرق ماله فإنه هذا ممنوع ولا يجوز، فملك غير الله قاصر وغير شامل.
• قال الشيخ ابن عثيمين: يشمل ملك الذوات، أي: ملك ذات السماوات والأرض، وملك التصرف فيهما، يتصرف فيهما كما يشاء، فهو الذي أوجدهما وهو الذي يمسكهما أن تزولا، وهو الذي يدبر ما فيهما، وهو الذي يتلفهما، ويُفنيهما عند قيام الساعة.
• نستفيد من ذلك:
أولاً: الرضا بقضاء الله، وأن الله لو قضى عليك مرضاً فلا تعترض، ولو قضى عليك فقراً فلا تعترض، لأنك ملكه يتصرف فيك كما يشاء.
ثانياً: الرضا بشرعه وقبوله والقيام به، لأنك ملكه، إذا قال لك: افعل كذا فافعل، وإذا قال: لا تفعل: فلا تفعل.