للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قال ابن تيمية: فلما دعاهم إلى المباهلة طالبوا أن يمهلهم حتى يشتوروا، فاشتوروا فقال بعضهم لبعض تعلمون أنه نبي، وأنه ما باهل قوم نبياً إلا نزل بهم العذاب، فاستعفوا من المباهلة فصالحوه وأقروا له بالجزية عن يد وهم صاغرون لما خافوا من دعائه عليهم، لعلمهم أنه نبي، فدخلوا تحت حكمه كما يدخل أهل الذمة الذين في بلاد المسلمين تحت حكم الله ورسوله، وأدوا إليه الجزية عن يد وهم صاغرون، وهم أول من أدى الجزية من النصارى.

(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) أي: هذا الذي قصصناه عليك يا محمد في شأن عيسى هو الحق الذي لا مَعْدل عنه ولا محيد.

(وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ) تأكيد لوحدانية الله، فهو المنفرد بالإلهية لجميع الخلائق.

• وفي هذا رد النصارى في تثليثهم، وكذا فيه رد على سائر الثنوية.

(وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي قهر بقدرته وقوته جميع الموجودات، وأذعنت له سكان الأرض والسماوات.

(الْحَكِيمُ) الذي له الحكمة الكاملة البالغة، الذي يضع الأشياء في مواضعها، وينزلها منازلها.

(فَإِنْ تَوَلَّوْا) أي: عن هذا إلى غيره.

(فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) أي: من عدل عن الحق إلى الباطل فهو المفسد والله عليم به، وسيجزيه على ذلك شر الجزاء، وهو القادر، الذي لا يفوته شيء سبحانه وبحمده ونعوذ به من حلول نقمه.

[الفوائد]

١ - إثبات أن ما جاء به الرسول حق.

٢ - أنه لا تجوز المباهلة إلا بعلم يقيني.

٣ - جواز المباهلة لكن بشرطين: أن تكون في أمر هام، وأن تكون بعلم.

٤ - أنه لا إله حق إلا الله.

٥ - إثبات العزة الكاملة لله تعالى.

٦ - تهديد من تولى عن دين الله.

٧ - أن كل من تولى عن دين الله فهو مفسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>