(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) أي: ولقد أعطينا موسى بن عمران الكتاب وهو التوراة.
• وموسى هو ابن عمران أفضل أنبياء بني إسرائيل، وأحد أولي العزم من الرسل الخمسة.
(وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) أي: وأتبعنا وأردفنا من بعده بالرسل كما قال تعالى (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا) حتى ختم أنبياء بني إسرائيل بعيسى ابن مريم.
• قال ابن الجوزي: وقفَّينا: أتبعنا. قال ابن قتيبة: وهو مأخوذ من القفا. يقال: قفوت الرجل: إذا سرت في أثره.
• قال الشوكاني: والمراد أن الله سبحانه أرسل على أثره رسلاً جعلهم تابعين له وهم أنبياء بني إسرائيل المبعوثون من بعده.
(وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ) أي: وأعطينا من الآيات البينات والمعجزات الظاهرات الواضحات الدالة على نبوته.
• قال الرازي: السبب في أن الله تعالى أجمل ذكر الرسول ثم فصل ذكر عيسى لأن من قبله من الرسل جاءوا بشريعة موسى فكانوا متبعين له، وليس كذلك عيسى، لأن شرعه نسخ أكثر شرع موسى عليه السلام.
• ولم يبيّن هنا ما هذه البينات لكنه بينها في آية أخرى كقوله تعالى (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).