• قوله تعالى (ابن مريم) قال ابن تيمية: ولهذا لما ذكر الله المسيح في القرآن قال (ابن مريم) بخلاف سائر الأنبياء وفي ذلك فائدتان:
إحداهما: بيان أنه مولود، والله لم يولد.
والثانية: نسبته إلى مريم، بأنه ابنها ليس هو ابن الله.
(وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) اختلف ما هو روح القدس هنا والصحيح أنه جبريل ورجحه ابن جرير وابن كثير والشنقيطي وابن جزي ويدل لهذا:
قوله تعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ).
وقوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) أي جبريل.
وأيضاً قوله -صلى الله عليه وسلم- لحسان (اللهم أيد حسان بروح القدس كما نافح عن نبيك) رواه البخاري وفي رواية (أهجهم وجبريل معك).
• قال الطبري: وإنما سمى الله تعالى جبريل (روحاً) وأضافه إلى القدس، لأنه كان بتكوين الله له روحاً من عنده من غير ولادة والد ولده فسماه بذلك (روحاً) وأضافه إلى (القدس) والقدس هو الطهر، كما سمى عيسى ابن مريم روحاً من أجل تكوينه له روحاً من عنده من غير ولادة والد له.
(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ) أي: أفكلما جاءكم نبي يا بني إسرائيل بما لا يوافق أنفسكم ولا يلائمها.
• قال ابن عاشور: و (تهوى) مضارع هوى بكسر الواو إذا أحب والمراد به ما تميل إليه أنفسهم من الانخلاع عن القيود الشرعية والانغماس في أنواع الملذات والتصميم على العقائد الضالة.
(اسْتَكْبَرْتُمْ) عن إجابته، احتقاراً للرسل واستبعاداً للرسالة.
قال ابن عاشور: والاستكبار: الاتصاف بالكبر وهو هنا الترفع عن اتباع الرسل وإعجاب المتكبرين بأنفسهم واعتقاد أنهم أعلى من أن يطيعوا الرسل ويكونوا أتباعاً لهم.