(وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ) أي: ويسألونك عما يجب عليهم في أمر النساء.
• والإفتاء: هو الإخبار عن حكم شرعي.
• قال القرطبي: نزلت بسبب سؤال قوم من الصحابة عن أمر النساء وأحكامهن في الميراث وغير ذلك؛ فأمر الله نبيه عليه السلام أن يقول لهم: الله يفتيكم فيهن؛ أي يبيّن لكم حكم ما سألتم عنه.
وهذه الآية رجوع إلى ما افتتحت به السورة من أمر النساء، وكان قد بقيت لهم أحكام لم يعرفوها فسألوا فقيل لهم: إن الله يفتيكم فيهن.
(قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ) أي: قل لهم يا محمد: يبين الله لكم ما سألتم في شأنهن.
(وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ) أي: ويبين لكم ما يتلى في القرآن من أمر ميراثهن.
• قال القرطبي: والمعنى: والقرآن يفتيكم فيهن، وهو قوله (فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النسآء).
• قال الشنقيطي: لم يبين هنا هذا الذي يتلى عليهم في الكتاب ما هو، ولكنه بينه في أول السورة وهو قوله تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النسآء) الآية. كما قدمناه عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - فقوله هنا (وَمَا يتلى) في محل رفع معطوفاً على الفاعل الذي هو لفظ الجلالة، وتقرير المعنى قل الله يفتيكم فيهن، ويفتيكم فيهن أيضاً (وَمَا يتلى عَلَيْكُمْ فِي الكتاب فِي يَتَامَى النسآء) الآية. وذلك قوله تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى) الآية.
مضمون ما أفتى به هذا الذي يتلى علينا في الكتاب هو تحريم هضم حقوق اليتيمات فمن خاف أن لا يقسط في اليتيمة التي في حجره فليتركها ولينكح ما طاب له سواها، وهذا هو التحقيق في معنى الآية كما قدمنا، وعليه فحرف الجر المحذوف في قوله (وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ) هو عن أي: ترغبون عن نكاحهن لقلة مالهن وجمالهن. أي: كما أنكم ترغبون عن نكاحهن لقلة مالهن وجمالهن. أي: كما أنكم ترغبون عن نكاحهن إن كن قليلات مال وجمال فلا يحل لكم نكاحهن إن كن ذوات مال وجمال إلا بالإقساط إليهن في حقوقهن كما تقدم عن عائشة - رضي الله عنها.