٢ - في هذا دلالة على أنه سبحانه وتعالى ابتدأ بخلق الأرض أولاً ثم خلق السموات سبعاً، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك.
٣ - فيه دليل على أن الأصل في الأشياء الحل حتى يقوم دليل على التحريم لقوله سبحانه (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) فكل ما على الأرض من الأشجار والنباتات والمياه الأصل فيه الحل. وهذه الآية هي نص الدليل القطعي على القاعدة المعروفة عند الفقهاء (أن الأصل في الأشياء المخلوقة الإباحة)، والمراد إباحة الانتفاع بها أكلاً وشرباً ولباساً وتداوياً وركوباً وزينة.
٤ - فيه دليل على أن السموات سبع، والآيات في هذا كثيرة:
كقوله تعالى (قل من رب السموات السبع). وقال تعالى (تسبح له السماوات السبع). وقال تعالى (فقضاهن سبع سموات). وقال تعالى (الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن).
وأما الأرض فلم يأت في القرآن التصريح بأنها سبع ولكن جاء التلميح كما في الآية السابقة (الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن). مثلهن: أي في العدد.
وجاءت السنة تبين أن الأرضين سبع:
كقوله -صلى الله عليه وسلم- (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين) متفق عليه.