• قوله تعالى (بعصاك) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
• وهذه العصا كان فيها أربع آيات:
أولاً: أنه يلقيها فتكون حية تسعى، ثم يأخذها فتعود عصا.
ثانياً: أنه يضرب بها الحجر فينفجر عيوناً.
ثالثاً: أنه ضرب بها البحر، فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم.
رابعاً: أنه ألقاها حين اجتمع إليه السحرة، وألقوا حبالهم وعصيهم، فألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون.
(فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) أي فضرب فتدفق الماء منه بقوة وخرجت منه اثنتا عشرة عيناً بقدر قبائلهم.
• في سورة الأعراف قال تعالى (فانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) وهنا قال (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) قال ابن كثير قوله (فانْبَجَسَتْ مِنْهُ) هذا أول الانفجار، وأخبر ههنا بما آل إليه الحال آخراً وهو الانفجار.
وقال بعض العلماء: بل هما بمعنى واحد، فكل من الأنبجاس والانفجار انشقاق واسع ينحدر منه الماء بقوة ورجحه الشنقيطي.
• هذه معجزة وآية عظيمة لموسى، قال بعض العلماء: إنه ما من معجزة أوتيها نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي نبينا -صلى الله عليه وسلم- من جنسها.
فنبينا -صلى الله عليه وسلم- أوتي معجزة تفجر الماء من بين أصابعه، وهذه المعجزة لا شك أقوى من معجزة موسى عليه السلام، وذلك لأن الحجارة أصلاً ما يتفجر منه الأنهار، لكن ليس من الأصابع ما يتفجر من بينها الماء.
ومن ذلك: سليمان عليه السلام، سخّرت له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- سخّر له البراق فانطلق به من مكة إلى بيت المقدس، وكذلك عُرج برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السموات، ولم يحدث هذا لسليمان عليه السلام.
(قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) أي علمت كل قبيلة مكان شربها لئلا يتنازعوا.
• وهذه من نعمة الله على بني إسرائيل، وهي من نعمة الله على موسى، أما كونها نعمة على موسى فلأنها آية دالة على رسالته، وأما كونها نعمة على بني إسرائيل فلأنه مزيلة لعطشهم ولظمئهم.