(تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) أي: تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان، ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان ثم يعتدلان، وهكذا في فصول السنة، ربيعاً وصيفاً وخريفاً وشتاء.
(وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) أي: يخرج النبات الحي من الحب النوى، الذي هو كالجماد الميت ولهذا قال تعالى (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ. وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ … )، ويخرج الإنسان من النطفة وهي ميتة، ويخرج الدجاجة من البيضة وهي ميتة، والنبات يخرج من الحبة وهي ميتة. والشجرة تخرج من النواة وهي ميتة.
ويمكن نحمل الحياة على المجاز فنقول: يخرج الابن المؤمن من الأب الكافر، والمؤمن من الضال.
(وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) يخرج النطفة وهي ميتة من الحي وهو الإنسان، والبيضة وهي ميتة تخرج من الحي وهي الدجاجة.
وبالمجاز: نقول: يخرج الابن الكافر من الأب المؤمن، والضال من المهتدي.
قيل: يخرج الدجاج من البيضة، وقيل: يخرج الولد الصالح من الكافر والكافر من الصالح.
• قال الرازي: قوله تعالى (تخرج الحي … ) ذكر المفسرون فيه وجوهاً:
أحدها: يخرج المؤمن من الكافر كإبراهيم من آزر، والكافر من المؤمن مثل كنعان من نوح -عليه السلام-.
والثاني: يخرج الطيب من الخبيث وبالعكس.
والثالث: يخرج الحيوان من النطفة، والطير من البيضة وبالعكس.
والرابع: يخرج السنبلة من الحبة وبالعكس، والنخلة من النواة وبالعكس، قال القفّال رحمه الله: والكلمة محتملة للكل.