للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وقال الشنقيطي: الْمُرَادُ بِهَذَا النُّورِ الْمُبِينِ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ; لِأَنَّهُ يُزِيلُ ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَالشَّكِّ كَمَا يُزِيلُ النُّورُ الْحِسِّيُّ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ.

• وقال ابن الجوزي: وإنما سماه نوراً، لأن الأحكام تبين به بيان الأشياء بالنور.

قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).

وقال تعالى (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

• قال ابن كثير: وقد سمى الله تعالى الوحي الذي أنزله نوراً لما يحصل به من الهدى، كما سماه روحاً لما يحصل به من حياة القلوب.

• وقال الشوكاني: قوله تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) هو القرآن، وسماه نوراً لأنه يهتدي به من ظلمة الضلال.

(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ) بما يجب الإيمان به.

(وَاعْتَصَمُواْ بِهِ) أي: تمسكوا بكتابه المنير.

• قال ابن الجوزي: وفي هاء (به) قولان:

أحدهما: أنها تعود إلى النور وهو القرآن، واختاره ابن جرير.

والثاني: تعود إلى الله تعالى.

(فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ) أي: يرحمهم فيدخلهم الجنة ويزيدهم ثواباً ومضاعفة ورفْعاً في درجاتهم، من فضله عليهم وإحسانه إليهم.

• فالمراد بالرحمة هنا الرحمة المخلوقة وهي الجنة، لأن الرحمة الصفة لا يمكن أن يدخل الناس فيها.

قال -صلى الله عليه وسلم- (قال تعالى للجنة: أنتي رحمتي أرحم بك من أشاء).

(وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً) أي: طريقاً واضحاً قصْداً قواماً لا اعوجاج فيه ولا انحراف.

• قال ابن كثير: وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات.

[الفوائد]

١ - أن القرآن نازل لجميع الخلق.

٢ - أن القرآن نور.

٣ - أن القرآن الكريم فيه بيان لجميع الناس.

٤ - فضيلة الإيمان بالله والاعتصام به.

٥ - أن من آمن بالله واعتصم به فسيرحمه الله.

٦ - بيان فضل الله على هؤلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>