[ومنها: عندما يرى الإنسان رؤيا يكرهها.]
لحديث أبي قتادة. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه، فلينفث عن يساره ثلاثاً، ويتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره .. ، وفي رواية: وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها … فإنها لن تضره).
[ومنها: عند نزول منزل.]
لحديث خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (من نزل منزلاً، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه مسلم.
[ومنها: عند دخول الخلاء.]
لحديث أنس. قال (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) متفق عليه.
• اختلف العلماء في حكم الاستعاذة في الصلاة وخارجها على قولين:
[القول الأول: أنها واجبة.]
لقوله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) قالوا: هذا أمر والأمر يقتضي الوجوب.
استحباب الاستعاذة قبل القراءة، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوبها قبل القراءة لقوله تعالى (فاستعذ بالله).
[القول الثاني: أنها مستحبة قبل القراءة، سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها.]
وهذا قول جمهور العلماء.
قال ابن كثير: وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة، يأثم تاركها.
وقال النووي: ثم إن التعوذ مستحب وليس بواجب، وهو مستحب لكل قارئ، سواء كان في الصلاة أو في غيرها.
ويدل على عدم الوجوب:
حديث أنس قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (لقد أنزلت علي سورة آنفاً: بسم الله الرحمن الرحيم. إنا أعطيناك الكوثر) رواه مسلم. ولم يذكر الاستعاذة.
ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعلمها الأعرابي حين علمه الصلاة، وهذا القول هو الصحيح.
• قوله (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) هذه إحدى صيغ الاستعاذة. واختار هذه الصيغة أكثر العلماء، لأنها الصيغة التي جاءت بالقرآن. [الجامع لأحكام القرآن: ١/ ٦٢].