قال ابن القيم: … كما كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتنافسون في الخير ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهم فيه، بل يحض بعضهم بعضاً، وهي نوع من المسابقة، وقد قال تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض).
وعن عبد الله بن عمرو (أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعط) رواه أبوداود.
• ومن المسارعة إلى الخيرات التأسف على فواتها، ومن الأمثلة على ذلك:
أولاً: ما جاء في الحديث السابق: حيث كان الفقراء يحزنون على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهم.
ثانياً: الحزن على التخلف عن الخروج في الجهاد لعدم القدرة على آلته.
كما قال تعالى (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون).
ثالثاً: التأسف على فعل الطاعة.
فإن ابن عمر لما بلغه حديث (من شهد الجنازة حتى تدفن فله قيراط، ومن شهدها حتى يصلى عليها فله قيراطان) قال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
• لماذا ينبغي نبادر ونسارع إلى الخيرات؟
أولاً: استجابة لأمر الله ورسوله.
كما في الآيات والأحاديث التي سبقت، وقد تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ … ).
ثانياً: قبل حدوث الشواغل من فقر أو موت أو هرم أو ....
كما في الحديث قال -صلى الله عليه وسلم- (بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقْراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو موتاً مجهزاً … ) رواه الترمذي وفيه ضعف.
وفي الحديث قال -صلى الله عليه وسلم- (اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك، … ) رواه الحاكم.
فالإنسان اذا انشغل بفقره لا يستطيع أن يؤدي ويسارع للأعمال الصالحات، وكذا إذا مرض، فإنه ينشغل بمرضه، وكذا لا يدري متى يأتيه الموت، فالموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل.