للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)) [البقرة: ٣ - ٥].

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) هذه من صفات المتقين، أنهم يؤمنون بما غاب عنهم مما أخبر به الله ورسله، من البعث، والجنة، والصراط والحساب وغيرها.

• عظم منزلة الإيمان بالغيب، حيث ذكره الله تعالى في أول صفات المتقين، والغيب كل ما غاب عنك، و هو ما لا يقع تحت الحواس، ويعلم بخبر الأنبياء، فلا سبيل إلى معرفته إلا عن طريق الوحي.

• ومعنى الغيب: قيل: كل ما غاب عن العباد من الجنة والنار، وقيل: القرآن، وقيل: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه وبالبعث، قال ابن كثير: كل هذه متقاربة في معنى واحد، لأن جميع المذكورات من الغيب الذي يجب الإيمان به، وقال ابن عطية: وهذه الأقوال لا تتعارض بل يقع الغيب على جميعها.

• الإيمان بالغيب من أعظم الفروق بين المؤمن التقي كامل الإيمان وبين المؤمن ناقص الإيمان، لأن المحسوسات كل يؤمن بها، بخلاف المغيبات.

• قال السعدي: وليس الشأن في الإيمان في الأشياء المشاهدة بالحس، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر، إنما الشأن في الإيمان بالغيب، الذي لم نره ولم نشاهده، وإنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله، فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر، لأنه

تصديق مجرد لله ورسله، فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده أو لم يشاهده، وسواء فهمه وعقله أو لم يهتد إليه عقله وفهمه.

(وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) أي ومن صفات المتقين أنهم يقيمون الصلاة على وجه مستقيم بشروطها وأركانها ومستحباتها كما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>