والمراد بالناس الكفار الذين ماتوا على الكفر، قال تعالى (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ).
[وأما الحجارة فاختلف فيه]
قيل: المراد حجارة الكبريت.
وقد قيل: أنها خصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الإيقاد، نتن الرائحة، كثرة الدخان، شدة الالتصاق بالأبدان، قوة حرها إذا حميت.
وقيل: المراد بالحجارة الأصنام، لقوله تعالى (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) أي وقودها. قال القرطبي: وعليه فتكون الحجارة والناس وقوداً للنار، وذكر ذلك تعظيماً للنار أنها تحرق الحجارة مع إحراقها للناس.
قوله تعالى (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) شدة عذاب الكفار في النار حيث يكونون وقوداً للنار مع أصنامهم.
(أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) أي هيئت للكافرين، ففيه دليل على أن أهل النار هم الكفار الذين ماتوا على الكفر، كما قال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا).
وقال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
ومن أهل النار المنافقين، كما قال تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).
• قوله تعالى (أعدت للكافرين) فيه دليل على أن النار موجودة الآن، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار موجودتان الآن، والأدلة على ذلك كثيرة:
قوله تعالى (أعدت للكافرين) أي هيئت، وكذلك قال تعالى في الجنة (أعدت للمتقين).
وقال -صلى الله عليه وسلم- (لما خلق الله الجنة والنار، أرسل جبريل إلى الجنة، .. الحديث، وفيه: ثم أرسله إلى النار .. ) رواه أحمد.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار) متفق عليه.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (وأيم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار) متفق عليه.