• قال القرطبي: قوله تعالى (وَلَوْ شَآءَ الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ) تسليط الله تعالى المشركين على المؤمنين هو بأن يُقدرهم على ذلك ويقوّيهم إمّا عقوبةً ونقمة عند إذاعة المنكر وظهور المعاصي، وإما ابتلاء واختباراً كما قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حتى نَعْلَمَ المجاهدين مِنكُمْ والصابرين وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) وإما تمحيصاً للذنوب كما قال تعالى (وَلِيُمَحِّصَ الله الذين آمَنُواْ).
ولله أن يفعل ما يشاء ويسلط من يشاء على من يشاء إذا شاء.
(فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ) فسرها بقوله:
(فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ) فلم يتعرضوا لكم بقتال.
(وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) أي: المسالمة.
(فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) أي: فليس لكم أن تقتلوهم مادامت حالهم كذلك، وهؤلاء كالجماعة الذين خرجوا يوم بدر من بني هاشم مع المشركين، فحضروا القتال وهم كارهون، كالعباس ونحوه، ولهذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتل العباس وأمر بأسره.
[الفوائد]
١ - شدة عداوة الكفار وبغضهم للمسلمين.
٢ - محبة الكفار لإضلال المسلمين.
٣ - التحذير من موالاة الكفار.
٤ - أن من لم يهاجر في سبيل الله فهذا دليل على نقص إيمانه.