للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال قتادة: (فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ) أي: في فراق.

قال القرطبي: … وقيل: الشقاق المجادلة والمخالفة والتعادي، وأصله من الشِّق وهو الجانب، فكأن كل واحد من الفريقين في شق غير شق صاحبه، وقيل: إن الشقاق مأخوذ من فعل ما يشق ويصعب، فكأن كل واحد من الفريقين يحرص على ما يشق على صاحبه.

(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) أي: فسينصرك عليهم ويظفر بهم.

• وقد أتم الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- هذا الوعد الذي وعده إياه فسلطه على بعضهم بالقتل والإجلاء من الديار وسبي بعضهم وضرب الجزية على آخرين منهم.

• قال ابن عاشور: وفرع قوله (فسيكفيكهم الله) على قوله (فإنما هم في شقاق) تثبيتاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- لأن إعلامه بأن هؤلاء في شقاق مع ما هو معروف من كثرتهم وقوة أنصارهم مما قد يتحرج له السامع فوعده الله بأنه يكفيه شرهم الحاصل من توليهم.

(وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فالله سينصر نبيه لأنه هو السميع لجميع الأصوات، باختلاف اللغات، العليم بما بين أيديهم وما خلفهم، وبالغيب والشهادة، بالظواهر والبواطن، فإذا كان كذلك كفاك الله شرهم.

[الفوائد]

١ - وجوب الإيمان بالله.

٢ - إثبات علو الله لقوله (وما أنزل إلينا).

٣ - وجوب الإيمان بالأنبياء.

٤ - أنه يجب الإيمان بجميع الأنبياء والرسل.

٥ - أن من خالف عليه النبي فهو ضلال.

٦ - الوعيد الشديد لمن تولى عن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

٧ - إثبات اسمين من أسماء الله وهما: السميع العليم.

٨ - الحذر من معصية الله، لأن الله يسمع ويعلم كل شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>