• سؤال: لم أفرد موسى وعيسى بالذكر (وَمَا أُوتِىَ موسى وعيسى)؟
الجواب: لكون أهل الكتاب زادوا ونقصوا وحرفوا فيهما وادعوا أنهما أنزلا كذلك، والمؤمنون ينكرونه اهتم بشأنهما فأفردهما بالذكر وبين طريق الإيمان بهما ولم يدرجهما في الموصول السابق.
(وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) أي: ونؤمن بما أنزل على غيرهم من الأنبياء جميعاً ونصدق بما جاءوا به من عند الله من الآيات البينات والمعجزات الباهرات.
• سؤال: فإن قيل: كيف يجوز الإيمان بإبراهيم وموسى وعيسى مع القول بأن شرائعهم منسوخة؟ قلنا: نحن نؤمن بأن كل واحد من تلك الشرائع كان حقاً في زمانه فلا يلزم منا المناقضة، أما اليهود والنصارى لما اعترفوا بنبوة بعض من ظهر المعجز عليه، وأنكروا نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- مع قيام المعجز على يده، فحينئذ يلزمهم المناقضة فظهر الفرق. (مفاتيح الغيب).
(لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) أي نؤمن على هذا الوجه، فلا نفرق بين أحد منهم في الإيمان بهم، لا في الاتباع، فلا نؤمن بالبعض ونكفر بالبعض كما فعلت اليهود والنصارى.
(وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) أي: منقادون لأمر الله خاضعون لحكمه، ظاهراً وباطناً.
(فَإِنْ آمَنُوا) يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم.
(بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ) أي: بمثل ما آمنتم به يا معشر المؤمنين من الإيمان بجميع كتب الله ورسله، الذين أول من دخل فيهم وأولى: هو خاتمهم وأفضلهم محمد -صلى الله عليه وسلم- والقرآن، من غير تحريف لهذه الكتب.
• قال ابن عاشور: والباء في قوله (بمثل ما آمنتم به) للملابسة وليست للتعدية أي إيماناً مماثلاً لإيمانكم.
(فَقَدِ اهْتَدَوْا) أي فقد أصابوا الحق وأُرشِدوا إليه، فلا سبيل للهداية إلا بهذا الإيمان، لا كما زعموا بقولهم (كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا).
• والهدى: هو العلم بالحق والعمل به.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا) أي عن الحق إلى الباطل بعد قيام الحجة عليهم.
• التولي هو الإعراض.
(فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ) معنى الشقاق في الأصل الفراق، والمراد أن هؤلاء المعاندين أصبحوا في شق، والحق والحنيفية السمحة في شق آخر.