(لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً) أي: لن يضروكم إلا ضرراً يسيراً بألسنتهم من سب وطعن.
• قال ابن عطية: قوله تعالى (لن يضروكم إلا أذى) معناه: لن يصيبكم منهم ضرر في الأبدان ولا في الأموال، وإنما هو أذى بالألسنة.
• قال القرطبي: يعني كذبهم وتحريفهم وبُهْتَهم؛ لا أنَّه تكون لهم الغَلَبَة.
• وقال الرازي: قوله تعالى (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً) معناه: أنه ليس على المسلمين من كفار أهل الكتاب ضرر وإنما منتهى أمرهم أن
يؤذوكم باللسان، إما بالطعن في محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام، وإما بإظهار كلمة الكفر، كقولهم (عُزَيْرٌ ابن الله) و (المسيح ابن الله) و (الله ثالث ثلاثة) وإما بتحريف نصوص التوراة والإنجيل، وإما بإلقاء الشبه في الأسماع، وإما بتخويف الضعفة من المسلمين.
قال القرطبي: فالآية وعد من الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين، أن أهل الكتاب لا يغلبونهم وأنهم منصورون عليهم لا ينالهم منهم اصطلام إلاَّ إيذاء بالبهت والتحريف، وأما العاقبة فتكون للمؤمنين.
(وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) وهذا وقع، فإنهم يوم خيبر أذلهم الله وأرغم أنوفهم، وكذلك من قبلهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، كلهم أذلهم الله، وكذلك النصارى بالشام كسرهم الصحابة في غير ما موطن، وسلبوهم ملك الشام أبد الآبدين ودهر الداهرين. (ابن كثير)
• قال القرطبي: وفي هذه الآية معجزة للنبيّ -عليه السلام-؛ لأن من قاتله من اليهود ولاه دبره.