للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هذه الكلمة: (أسلمت لرب العالمين) ورجحه القرطبي وقال: هو أصوب لأنه أقرب مذكور، ورجح الشوكاني الأول وقال: لأن المطلوب ممن بعده هو اتباع لا مجرد التكلم لكلمة الإسلام، فالتوصية بذلك أليق بإبراهيم وأولى بهم.

• قوله تعالى (وَوَصَّى بِهَا) الوصية: العهد المؤكد في الأمر الهام.

• قال ابن الجوزي: ووصى أبلغ من أوصى، لأنها تكون لمرات كثيرة.

• وقال الماوردي: ووصّى أبلغ من أوصى، لأن أوصى يجوز أن يكون قاله مرة واحدة، وَوَصَّى لا يكون إلا مراراً.

• فإن قلت، لم قال: وصى بها إبراهيم بنيه ولم يقل أمرهم؟.

الجواب: قلت: لأن لفظ الوصية أوكد من لفظ الأمر لأن الوصية إنما تكون عند الخوف من الموت وفي ذلك الوقت يكون احتياط الإنسان لولده أشد وأعظم، وكانوا هم إلى قبول وصيته أقرب وإنما خص بنيه بهذه الوصية لأن شفقة الرجل على بنيه أكثر من شفقته على غيرهم. وقيل: لأنهم كانوا أئمة يقتدى بهم فكان صلاحهم صلاحاً لغيرهم. [تفسير الخازن: ١/ ٨٥].

(وَيَعْقُوبُ) معطوف على إبراهيم: أي وأوصى يعقوب بنيه كما أوصى إبراهيم بنيه.

قال ابن كثير: لحرصهم عليها ومحبتهم لها، حافظوا عليها إلى حين الوفاة، ووصوا أبناءهم بها من بعدهم كقوله تعالى (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).

• وقرأ بعض السلف (ويعقوبَ) بالنصب عطفاً على بنيه، وكأن إبراهيم وصى بنيه وابن ابنه يعقوب ابن إسحاق وكان حاضراً ذلك، ورجح هذا ابن كثير وقال: فإن وصية يعقوب لبنيه سيأتي ذكرها قريباً، وهذا يدل على أنه ههنا من جملة الموصين.

• قال الشيخ ابن عثيمين: وسمي يعقوب، قيل: لأنه عقب إسحاق.

(يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ) أي: اختار لكم دين الإسلام ديناً، وهذه حكاية لما قاله إبراهيم ويعقوب لأبنائهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>