• ورجح ذلك ابن جرير حيث قال: ولا تتبدلوا أموال أيتامكم أيها الأوصياء الحرام عليكم الخبيث لكم، فتأخذوا رفائعها
وخيارها وجيادِها بالطيب الحلال من أموالكم، وتجعلوا الرديء الخسيس بدلاً منه، وذلك أن تبدل الشيء بالشيء في كلام العرب أخذ شيء مكان آخر غيره، ويعطيه المأخوذ منه، أو يجعله مكان الذي أخذ.
• قال السعدي: ومن استبدال الخبيث بالطيب أن يأخذ الولي من مال اليتيم النفيس، ويجعل بدله من ماله الخسيس.
• وكلا القولين تحتمله الآية، والأول منهما أعم وأشمل، فهو ينتظم القول الثاني، لأن استبدال مال اليتيم بغيره منهي عنه، سواء رد بدله جيداً أو رديئاً أو لم يرد بدله شيئاً.
(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) قيل المعنى: إن (إلى) بمعنى (مع) ويكون المعنى: ولا تأكلوا أموالهم مع أموالكم.
وقيل: إن (إلى) على بابها، والفعل (تأكلوا) مضمن معنى الضم، أي: لا تأكلوا أموالهم مضمومة إلى أموالكم، وهذا القول أرجح، لأن تضمين فعل معنى فعل آخر أكثر وروداً في القرآن من تضمين (إلى) بمعنى (مع)، وحمل الآية على المعنى الكثير في القرآن أولى من حملها على المعنى القليل، لأنها إذا كانت هي الكثير في القرآن صارت هي اصطلاح القرآن.
• قال ابن جرير: أي ولا تخلطوا أموالهم - يعني: أموال اليتامى بأموالكم - فتأكلوها مع أموالكم.
• قال الرازي: قوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُواْ أموالهم إلى أموالكم) فيه وجهان:
الأول: معناه ولا تضموا أموالهم إلى أموالكم في الإنفاق حتى تفرقوا بين أموالكم وأموالهم في حل الانتفاع بها.
والثاني: أن يكون (إلى) بمعنى (مع) قال تعالى (مَنْ أَنصَارِى إِلَى الله) أي مع الله، والأول: أصح.
• وفي الآية النهي عن أكل مال اليتيم وقد قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً).