للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• ولم يقل (وأكلهم الربا) لأن الأخذ أعم (قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله).

• والربا لغة: الزياة، واصطلاحاً: الزيادة في أشياء مخصوصة. بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله (الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والملح بالملح والشعير بالشعير والتمر بالتمر مثلاً بمثل سواء سواء) متفق عليه.

ويقاس عليها ما كان مثلها في العلة.

(وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ) وقد حرمه الله عليهم في التوراة، فتناولوه وأخذوه، واحتالوا عليه بأنواع الحيل وصنوف من الشبه.

(وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) أي: بالرشوة وسائر الوجوه المحرمة.

• فالباطل: فكل ما خالف الشرع فهو باطل، فكل ما أخذ بغير حق.

• ومن صور أكلهم المال بالباطل:

خيانة الأمانات كما قال تعالى (ومِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً).

أكل الأموال مقابل تحريف التوراة والتزوير فيها قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ).

ومن ذلك تعاملاتهم الربوية، كما قال تعالى (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ).

ومن ذلك قبولهم الرشوة كما قال تعالى (وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).

(وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) أي: وهيأنا لمن كفر من هؤلاء اليهود العذاب المؤلم الموجع.

قال المفسرون: إنما قال (منهم) لأن الله علم أن قوماً منهم سيؤمنون فيأمنون من العذاب.

(لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ) قال الطبري: هم الذين رسخوا في العلم بأحكام الله التي جاءت بها أنبياؤه، وأتقنوا ذلك، وعرفوا حقيقته.

والراسخ هو المبالغ في علم الكتاب الثابت فيه، والرّسوخ الثبوت.

• قال ابن عاشور: والراسخ حقيقته الثابت القدم في المشي، لا يتزلزل؛ واستعير للتمكّن من الوصف مثل العلم بحيث لا تغرّه الشبه.

• كعبد الله بن سلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>