قال تعالى (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).
القلب السليم: هو السالم من الشرك والبدعة والآفات والمكروهات، وليس فيه إلا محبة الله وخشيته.
• وينبغي الدعاء بسلامة القلب.
فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقول (اللهم إني أسألك قلباً سليماً .. ) رواه أحمد.
• وأهم سبب لحياة القلب الاستجابة لله ولرسوله.
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه).
(وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) أي: من عندك.
(إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) أي: كثير العطاء.
(رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) أي: يقولون في دعائهم: إنك - يا ربنا - ستجمع بين خلقك يوم معادهم، وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلاً بعمله، وما كان عليه في الدنيا من خير وشر.
• قال ابن عاشور: قوله تعالى (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه) استحضروا عند طلب الرحمة أحْوجَ ما يكونون إليها، وهو يومُ تكونُ الرحمة سبباً للفوز الأبدي، فأعقبوا بذكر هذا اليوم دعاءَهم على سبيل الإيجاز، كأنّهم قالوا: وهب لنا من لدنك رحمة، وخاصّة يوم تجمّع الناس كقول إبراهيم (ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) على ما في تذكّر يوم الجمع من المناسبة بعد ذكر أحوال الغواة والمهتدين، والعلماءِ الراسخين.