قوله تعالى:(لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ) إنَّما ذكَر مَنْ آمن مع أنهم يَصُدُّون مَنْ لم يؤمن أيضًا حتى لا يَدخُل في الإيمان؛ وذلك لأنَّ صدَّ مَن آمن أشدُّ عُدوانًا من صدِّ مَن لم يؤمن؛ فالبقاءُ على الكُفْر أهونُ من الرِّدة؛ لأنَّ هذا مَنْع، والأوَّل رَفْع، ورَفْع الخيرِ أشدُّ عقوبةً مِن مَنْعه.
٣ - إحاطة الله تعالى بكل شيء.
٤ - أن من صد عن سبيل الله من المسلمين ففيه شبه من أهل الكتاب.
٥ - الحث على التمسك بشرع الله ودينه.
٦ - سوء قصد أهل الكتاب.
٧ - عموم رقابة الله عز وجل على كل شيء، ولا يفوته شيء ولا يخفى عليه شيء.
٨ - أن الغفلة من الصفات المنفية عن الله وذلك لكمال علمه سبحانه.
٩ - تهديد العصاة، بأن الله لا يغفل عنهم.
١٠ - ختَم اللهُ تعالى الآيةَ الأولى بقوله: وَاللَّهُ شَهِيدٌ، والآية الثانية بقوله وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ؛ وذلك لأنَّهم كانوا يُظهِرون الكُفْرَ بنُبوَّة محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وما كانوا يُظهِرون إلقاءَ الشُّبهِ في قلوب المسلمين، بل كانوا يَحتالون في ذلك بضُروب من المكايد والحيل الخفيَّة التي لا تَروُج إلا على الغافل، فلا جَرَم قال فيما أَظهَروه وَاللَّهُ شَهِيدٌ، وفيما أَضمَروه وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون.
١١ - قوله الله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ؛ يَتضمَّن نَفْي الغَفْلةِ عن الله، وكذلك ثبوتَ كمال المراقبة؛ لأنَّ مَن كان كامِل المراقبة، فإنَّه ليس عنده غَفْلة.