• وأمر الله بالتوبة توبة نصوحاً فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً).
قال ابن القيم: النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول: تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنباً إلا تناولته.
والثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها، بحيث لا يبقى عنده تردد، ولا تلوم ولا انتظار.
والثالث: تخليصها من الشوائب والعِلَل القادحة في إخلاصها، ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته، والرغبة فيما لديه.
• اتهام التوبة:
من اتهامها: ضعف العزيمة، والتفات القلب إلى الذنب الفينة بعد الفينة، وتذكر حلاوة مواقعته.
ومنها: طمأنينته ووثوقه من نفسه بأنه تاب، حتى كأنه قد أعطيَ منشوراً بالأمان.
ومنها: جمود العين، واستمرار الغفلة، وأن لا يستحدث بعد التوبة أعمالاً صالحة لم تكن له قبل الخطيئة.
• هل يشترط لصحة التوبة أن لا يعود إلى الذنب أبداً، أم ليس ذلك بشرط؟
الأكثرون على أن ذلك ليس بشرط، وإنما صحة التوبة تتوقف على الإقلاع عن الذنب، والندم عليه، والعزم على ترك معاودته.
(وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) قال ابن كثير: يعني أن الكافر إذا مات على كفره وشركه، لا ينفعه ندمه وتوبته، ولا يقبل منه فدية ولو بملء الأرض.