للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال -صلى الله عليه وسلم- (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيؤتى بالموت على شكل كبش فيذبح، فيقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت … ) متفق عليه.

(لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ) الأزواج جمع زوج، وهو شامل للأزواج من الحور العين، ومن نساء الدنيا.

(مُّطَهَّرَةٌ) يشمل طهارة الظاهر وطهارة الباطن، فهي مطهرة من الأذى، ومن القذر، لا بول ولا غائط ولا حيض ولا نفاس، مطهرة من كل شيء حسي، مطهرة أيضاً من الأقذار الباطنة، كالغل، والحسد، والكراهية، والبغضاء وغير ذلك.

• في هذا إثبات الزوجات في الجنة وأنهن مطهرات من كل دنس، من صفات نساء الجنة:

أولاً: مطهرات. كما في هذه الآية.

ثانياً: كواعب أتراباً.

قال تعالى (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً. حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً. وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً).

الكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثديها، والأتراب: المتقاربات في السن.

ثالثاً: أبكاراً.

قال تعالى (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً. عُرُباً أَتْرَاباً).

أبكاراً: يعني أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، العرب: المتحببات لأزواجهن.

رابعاً: جميلات غاية الجمال.

قال تعالى (وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ).

وقال -صلى الله عليه وسلم- (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري.

حور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض وسواده شديد السواد.

عين: جمع عيناء، وهي واسعة العين، المكنون: المخفي المصان، النصيف: الخمار.

خامساً: قاصرات الطرف.

قال تعالى (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ).

وقال تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ).

وقاصرات الطرف: هن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن.

(وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً) أي: ظلاً دائماً لا تنسخه الشمس ولا حر فيه ولا برد.

• قال ابن كثير: أي: ظلاً عميقاً كثيراً غزيراً طيباً أنيقاً.

• قال الشنقيطي: وصف في هذه الآية الكريمة ظل الجنة بأنه ظليل، ووصفه في آية أخرى بأنه دائم، وهي قوله (أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا) ووصفه في آية أخرى بأنه ممدود وهي قوله (وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ) وبين في موضع آخر أنها ظلال متعددة وهو قوله (إِنَّ المتقين فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ).

• وقال أبو عبد الله الرازي: وإنما قال ظل ظليلاً لأن بلاد العرب في غاية الحرارة، فكان الظل عندهم من أعظم أسباب الراحة، ولهذا المعنى جعل كناية عن الراحة ووصفه بالظليل مبالغة في الراحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>