للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لَكَانَ) ذلك.

(خَيْراً لَهُمْ) في الحال والمآل.

(وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) أي: حصول التثبيت والثبات وزيادته، فإن الله يثبت الذين آمنوا بسبب ما قاموا به من الإيمان، الذي هو القيام بما وعظوا به، فيثبتهم في الحياة الدنيا عند ورود الفتن في الأوامر والنواهي والمصائب، فيحصل لهم ثبات يوفقون لفعل الأوامر وترك الزواجر التي تقتضي النفس فعلها، وعند حلول المصائب التي يكرهها العبد، فيوفق للتثبيت بالتوفيق للصبر أو للرضا أو للشكر، فينزل عليه معونة من الله للقيام بذلك، ويحصل له الثبات على الدين، عند الموت وفي القبر.

وأيضا فإن العبد القائم بما أمر به، لا يزال يتمرن على الأوامر الشرعية حتى يألفها ويشتاق إليها وإلى أمثالها، فيكون ذلك معونة له على الثبات على الطاعات. (تفسير السعدي).

• قال السدي: أي وأشد تصديقاً، وقيل: أشد تثبيتاً لإيمانهم.

• وقال الشوكاني: وأشد تثبيتاً لأقدامهم على الحق فلا يضطربون في أمر دينهم.

(وَإِذاً) لو أنهم فعلوا ما يوعظون به.

(لَآتَيْنَاهُمْ) أي: أعطيناهم.

(مِنْ لَدُنَّا) أي: من عندنا.

(أَجْراً عَظِيماً) أي: ثواباً عظيماً في كميته وفي قدره.

أي: سنعطيهم ثواباً عظيماً لا يقدر عظمته إلا الله، وهو الحنة، وما فيها من النعيم ورؤية العزيز الحكيم، مما لا يقدر عظمته إلا من وصفه بأنه عظيم، كما قال تعالى (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (قال تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، اقرؤوا إن شئتم: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) متفق عليه.

• قال السعدي: أي: في العاجل والآجل الذي يكون للروح والقلب والبدن، ومن النعيم المقيم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

• سمي الثواب أجراً: لأنه سبحانه التزم على نفسه أن يجزي به كالتزام المستأجر بدفع الأجرة للأجير.

<<  <  ج: ص:  >  >>