للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أويسٌ إذا قيل له: كيف الزمانُ عليك؟ قال: كيف الزمانُ على رجل إنْ أمسى ظنَّ أنَّه لا يُصبحُ، وإنْ أصبح ظنَّ أنَّه لا يمسي فيبشر بالجنة أو النار؟

تزود من الدنيا فإنك لا تدري … إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علة … وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا … وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم … وقد أدخلت أجسامهم ظلمة القبر

وكم من عروس زينوها لزوجها … وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر

فمن عاش ألفاً وألفين … فلا بد من يوم يسير إلى القبر

قال العلماء: تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا، ويهون المصائب فيها

ونظر ابن مطيع ذات يوم إلى داره فأعجبه حسنها، فبكى وقال: والله لولا الموت لكنت بكِ مسروراً.

الموت بابٌ وكلُ الناس داخلُه … يا ليت شعري بعد البابِ ما الدارُ

قال الشاعر:

هو الموتُ ما منه ملاذ ومهرب … متى حط ذا عن نعشه ذاك يركبُ.

وقال الآخر:

الموت بابٌ وكل الناس داخله … ياليت شعري بعد الموت ما الدارُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>