(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً) ذكروا في الخطيئة والإثم وجوهاً:
الأول: أن الخطيئة هي الصغيرة، والإثم هو الكبيرة.
وثانيها: الخطيئة هي الذنب القاصر على فاعلها، والإثم هو الذنب المتعدي إلى الغير كالظلم والقتل.
وثالثها: الخطيئة ما لا ينبغي فعله سواء كان بالعمد أو بالخطأ، والإثم ما يحصل بسبب العمد.
ورابعها: هما بمعنى واحد كرر لاختلاف اللفظ تأكيداً.
• قال ابن عاشور: وذكر الخطيئة والإثمِ هنا يدلّ على أنّهما متغايران، فالمراد بالخطيئة المعصية الصغيرة، والمراد بالإثم الكبيرة.
(ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) أي: يقذفُ بما جناه بريئاً منه.
فإن قيل: الخطيئة والإِثم اثنان، فكيف قال: به، فعنه أربعة أجوبة.
أحدها: أنه أراد: ثم يرم بهما، فاكتفى بإعادة الذكر على الإثم من إِعادته على الخطيئة، كقوله (انفضّوا إِليها) فخصّ التجارة، والمعنى للتجارة واللّهو.
والثاني: أن الهاء تعودُ على الكسب، فلما دلّ ب "يكسب" على الكسب، كنى عنه.
والثالث: أن الهاء راجعة على معنى الخطيئة والإِثم، كأنه قال: ومَن يكسب ذنباً، ثم يرم به.
ذكر هذه الأقوال ابن الأنباري.
والرابع: أن الهاء تعود على الإِثم خاصة، قاله ابن جرير الطبري. [قاله ابن الجوزي].
(فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) أي: فقد تحمّل جرماً وذنباً واضحاً.
• قال القرطبي: والبُهتان من البَهْت، وهو أن تستقبل أخاك بأن تقذفه بذنب وهو منه بريء.