وفي تسمية الأموت إناثاً وجهان: الأول: أن الأخبار عن الموات يكون على صيغة الأخبار عن الأنثى، تقول: هذه الأحجار تعجبني: كما تقول: هذه المرأة تعجبني، الثاني: أن الأنثى أخس من الذكر، والميت أخس من الحي، فلهذه المناسبة أطلقوا اسم الأنثى على الجمادات الموات.
وقيل: إن المشركين كانوا يزعمون أن الملائكة إناث، فيكون المعنى (إلا إناثاً) بزعمهم.
وقيل: لا يدعون إلا شيئاً مثل الإناث لا يدفع عن نفسه فكيف يدفع عن غيره؟
وقيل: إن مع كل صنم جنيّة.
(وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً) الدعاء هنا بمعنى العبادة، أي: وما يعبدون إلا الشيطان.
والعبادة بمعنى الطاعة، لأنه هو الذي أمرهم بذلك وحسنه لهم وزينه، وهم إنما يعبدون إبليس في نفس الأمر.
• قال الشنقيطي: قوله تعالى (وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً)
المراد في هذه الآية، بدعائهم الشيطان المريد عبادتهم له ونظيره قوله تعالى (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بني آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان) الآية. وقوله عن خليله إبراهيم مقرراً له (يا أبت لَا تَعْبُدِ الشيطان). وقوله عن الملائكة بل كانوا يعبدون الجن الآية
• قوله تعالى (وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً) يريد إبليس؛ لأنهم إذا أطاعوه فيما سوّل لهم فقد عبدوه؛ ونظيره في المعنى (اتخذوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ الله) أي: أطاعوهم فيما أمروهم به؛ لا أنهم عبدوهم.
(لَعَنَهُ اللَّهُ) أي: طرده وأبعده من رحمته وأخرجه من جواره.
• قال الشيخ ابن عثيمين: وهذا يتعين أن يكون خبراً، لأنه من الله، والله يفعل، ولا يدعو على أحد، فالله يخبر أنه لعنه كما قال تعالى (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين).