• قال الشوكاني:(وإنها لكبيرة) والكبيرة التي يكبر أمرها، ويتعاظم شأنها على حاملها؛ لما يجده عند تحملها، والقيام بها من المشقة.
• والضمير في قوله (وإنها لكبيرة) عائد إلى الصلاة، واختار ذلك ابن جرير، لأنها أقرب مذكور.
• وقيل عائد على ما يدل عليه الكلام وهو الوصية بذلك كقوله تعالى (ولا تستوي الحسنة .. ) أي وما يلقى هذه الوصية إلا الذين صبروا، وما يلقاها أي يؤتاها ويلهمها إلا ذو حظ عظيم.
• قال ابن الجوزي: قوله تعالى (وإِنها) في المكنى عنها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها الصلاة، قاله ابن عباس والحسن، ومجاهد والجمهور.
والثاني: أنها الكعبة والقبلة، لأنه لما ذكر الصلاة، دلت على القبلة، ذكره الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مقاتل.
والثالث: أنها الاستعانة، لأنه لما قال (واستعينوا) دل على الاستعانة.
وقال القرطبي قوله تعالى (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ) اختلف المتأوّلون في عود الضمير من قوله (وإنها):
فقيل: على الصلاة وحدها خاصة.
وقيل: عليهما، ولكنه كَنَى عن الأغلب وهو الصلاة؛ كقوله (والذين يَكْنِزُونَ الذهب والفضة وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله)، وقوله (وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفضوا إِلَيْهَا) فردّ الكناية إلى الفضة؛ لأنها الأغلب والأعم، وإلى التجارة؛ لأنها الأفضل والأهم.
وقيل: إن الصبر لمّا كان داخلاً في الصلاة أعاد عليها؛ كما قال (والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ) ولم يقل: يرضوهما؛ لأن رضا الرسول داخل في رضا الله جل وعز.