خامساً: أنه أحد أولي العزم من الرسل [وقد ذكرهم الله في موضعين]:
الموضع الأول/ في سورة الأحزاب.
قال تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً).
الموضع الثاني/ في سورة الشورى.
قال تعالى (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ).
سادساً: أنه من قال أنه قتل فهو كافر لأنه مكذب للقرآن.
بطلان قول اليهود في عيسى أنه ولد بغي لعنهم الله.
• قوله تعالى (ابن مريم) أن عيسى ينسب إلى أمه دائماً وذلك لحكمتين:
الحكمة الأولى: بيان أنه مولود والله لم يولد.
الحكمة الثانية: نسبته إلى مريم، بأنه ابنها ليس هو ابن الله.
• الحكمة من نزله في آخر الزمان دون غيره من الأنبياء:
قيل: الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه.
وقيل: أن عيسى وجد في الإنجيل فضل أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فدعا الله أن يجعله فيهم، فاستجاب الله دعاءه.
وقيل: أن نزول عيسى -عليه السلام- من السماء لدنو أجله، ليدفن في الأرض، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها.
ورجح الحافظ ابن حجر القول الأول.