• وقال أبو حيان: وقدم نوحاً وجرده منهم في الذكر لأنه الأب الثاني، وأول الرسل.
• والوحي لغة: الإعلام بخفاء، واصطلاحاً: الإعلام بالشرع. [الفتح]
فالوحي: ما أوحاه الله عز وجل إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم- سواء كان بواسطة أو بغير واسطة.
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ) أي: وأوحينا إلى سائر النبيين إبراهيم وإسماعيل الخ، خص تعالى بالذكر هؤلاء تشريفاً وتعظيماً لهم، وبدأ بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- بنوح لأنه أول رسول وأبو البشر الثاني، ثم ذكر إبراهيم لأنه الأب الثالث ومنه تفرعت شجرة النبوة كما قال تعالى (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ)
• قوله تعالى (وَالأَسْبَاطِ) أولاد يعقوب.
(وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً) أي: وأعطينا داود الكتاب وهو الزبور.
• قال ابن كثير: الزبور اسم الكتاب الذي أوحاه الله إلى داود.
• وقال القرطبي: كان فيه مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم من الأحكام وإنما هي حكم ومواعظ.
(وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ) أي: من قبل هذه الآية، يعني في السور المكية وغيرها.
(وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) أي: خلقاً آخرين لم يذكروا في القرآن.
• والله تعالى أرسل في كل أمة رسولاً كما قال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ).
• قال ابن عطية (وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) يقتضي كثرة الأنبياء دون تحديد بعدد، وقد قال تعالى (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) وقال تعالى (وقروناً بين ذلك كثيراً) وما يذكر من عدد الأنبياء فغير صحيح.
(وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) هذا تشريف لموسى عليه السلام بهذه الصفة ولهذا يقال له: الكليم.
• وفي هذا إثبات الكلام لله تعالى.