(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة. قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة، فدخلوا يزحفون على أستاههم فبدلوا وقال: حبة في شعير).
(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) بقول غيره، فالقول الذي قيل لهم هو (حطة) فبدلوه بقول غيره وقالوا (حبة في شعير).
وبدلوا الفعل بفعل غيره، فالفعل الذي أمروا به أن يدخلوا سجداً، فبدلوه فدخلوا يزحفون على أستاههم أي: على ألياتهم وعجائزهم، وهذا من كفرهم وعنادهم.
• قوله تعالى (الَّذِينَ ظَلَمُوا) أنفسهم وعصوا أمر ربهم، وأصل الظلم - كما سبق - وضع الشيء في غير موضعه، فهؤلاء وضعوا الأمر في غير موضعه، حيث قابلوا نعم الله بالعصيان، وعصوا الله.
(فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ) أي: أنزل الله عليهم رجزاً من السماء، والرجز العذاب، قال العلماء: وهذا العذاب طاعون أنزله الله عليهم، قال بعض العلماء: أهلك الله به منهم سبعين ألفاً.
ويؤيد هذا قوله -صلى الله عليه وسلم- (الطاعون رجس أُرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه).
(بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)(الباء) سببية، أي: بسبب كونهم فاسقين.
• والفسق في لغة العرب الخروج، ومنه قوله جل وعلا (إلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) أي: فخرج عن طاعة ربه، والعرب تقول (فسقت الفأرة) إذا خرجت من جحرها للإفساد.